الكاتب
قصة رشيد تاجر العسل والسمن وإبنه الغشاش
الغش و يعني الخداع هو قلب الحقيقة وخدع أي صور أمرا على غير حقيقته بخلاف ما يضمن.
ويعني كذلك أفسد طبيعة شيء وخاصيته بقصد الاحتيال والخداع وللغش العديد من الصور والأشكال كالغش في الدراسة والغش بالتعدي على ممتلكات الغير و الغش في البيع والتجارة والغش في التعامل، لكن الذي يغش ودائما يعرض نفسه للخسارة والحقارة في الدنيا والعقاب الله عز وجل في الآخرة.
ولعل القصة التالية تؤكد لنا هذه الحقيقة.
تدور أحداث القصة حول رجل إسمه رشيد. كان رشيد يتاجر في العسل والسمن فينتقي أحسن ما يكون أدوا ده من عسل وسمن فيذهب به إلى السوق وفي تجمعات الناس وعلى أبواب البيوت ويبيعه لأهل قرية.
متى كانت تاجر رشيد معروفا بالأمانة وحسن الخلق إذا كان لا يغش ما يبيعه ولا يقلل جودته ولا تسول له نفسه بمكسب حرام مهما كان حجم هذا المكسب وقيمته كما يفعل العديد من التجار مرضى النفوس.
ولذلك كان الجميع يقبل على شراء السمن والعسل منه دون غيره، فاكتسب بذلك سمعة كبيرة وسيطا واسعا في قريته، وكان محبوبا من الجميع.
لم يكن رشيد محبوبا فقط لأن بضاعته جيدة، أو لأن عنده ما ليس عند غيره.
ولكن لتميزه بالأمانة وحرصه على الحلال وسماحته في البيع والشراء، فقد كان على الدوام حامدا الله على ما يحصل عليه من رزق حلال، ولطالما كان يقول لزوجته وابنه الرضى بما كتبه لنا الله هو السعادة الحقيقية.
وفي يوم من الأيام شعر رصيد ببعض المرض فلم يكمل يومه في سوقه كعادته ولم يتمكن في ذلك اليوم من بيع كامل ما لديه من العسل والسم، فعاد إلى منزله مبكرة.
في اليوم التالي اشتد مرضه فلم يخرج للبيع، وقرر أن يستريح في منزله طيلة هذا اليوم.
ظل المرض ملازما له مدة ثلاثة أيام وهو نائم في فراشه لا يفارق و عندها قرر سيد أن يعتمد على ابنه في بيع العسل والسمن فطلب منه أن يستيقظ صباح الغد ويقوم بتجهيز العسل والسمن ويذهب لكي يبيعهم مثلما كان يفعل.
بس ترقب ابنه فارس وأخذ ما يقدر على حمله من العسل والسمن. وأخذ ينادي في السوق بصوت عال ن أنا بنتاجر وسيم وهذه بضاعته الممتازه التي عودكم عليها لكنه مريض لا يستطيع الحضور وال بيا وأنا أقوم مقامه وأنب عن هذه الأيام حتى يأذن الله بشفاء.
إيه اجتماع الناس وحول فارس وأقبل عليه يشترون كل ما معه من سمن وعسل، فازدادت النقود في يده يوما بعد يوم.
نظر ذات مرتا إلى ما في يده مما لا، وقال ماذا لو وضعت القليلة من المائي والسكر في العسل وبعض الملح والشحم ي في هذا السمن؟
فلا بأس بإضافة مقدار قليل لا يلاحظه أحد مقابل أن أحصل على ما لا أكتر، فلا ضرر في ذلك، وأظن أن أبي لن يمانع هكذا قال وبالفعل ي قام فارس بفعل ما قرر أن يفعله بمقدار لا يلاحظ.
ذادت ال مقوده وازداد معها طمع فارس حتى أعماه الطمع فزاد في مقدار ما يغش به سلعته، سرعان ما تغير رأيها الناسي فيما يبيع فعزف وعن الشراء منه حين اكتشفوا ردات بضاعته وسوء صح.
كان يعي لاحظ فارس عضو ف أهل القرية عن الشراء منه، فاتجه إلى أبيه يخبره بما كان من أمره حزن الرشيد لسوء الصنيع ابنه وطمعه وما كان منه من غش وخداع فنهره بشدة وذكره بالله عز وجل وأنه سبحانه لا تخفى عليه خافية، وأنه جمع الحرام على الحلال ليكثر ه
فقام الحرام على الحلال. ف بعثره.
بكى لابن بكاء شديدا وندم على ما كان من سوء صنيعه ومرض تفكيره، لكن ذلك كان بعد فوات الأوان، فها هم أهل القرية قد اتجهوا لشراء العسل والسمن من شخص آخر يرعى الله فيما يبيعه ولا يخدعه المكسب الحرام.
عادل ابني يحاول أن يعيد بناء منه دام من دينه وأمانته وسمعته بين الناس مستعينا على ذلك بتوبة صادقة وندم كبير.
على الله هاي توب
يا بائعا بالغش، أنتم عرض
لدعوة مظلوم إلى سامع الشكوى.
فكل من حلال وارتدع عن محرم فلست على نار الجحيم، غدا تقوى
آه، هذا آنا، آنا آنا
